آخر تحديث :الجمعة-10 يناير 2025-02:53ص

خارطة الطريق ... "هل أنتم أحرار"!

السبت - 21 ديسمبر 2024 - الساعة 11:20 م

همدان الصبري
بقلم: همدان الصبري
- ارشيف الكاتب


كما هي العادة، يتم التداول بين الفينة والأخرى بأن هناك مفاوضات وتفاهمات على خارطة طريق بين القوى السياسية التابعة ممن جٌل همها بقايا فتات تقاسم الكعكة، وبين العصابة الإجرامية الكهنوتية السلالية التي دمرت الإنسان وأهلكت الأرض لقرون طويلة!. وكون الشيء بالشيء يُذكر، فلابد من العودة إلى الجملة الواردة في الشق الثاني من العنوان أعلاه، التي ذٌكرت في طيات إحدى صفحات الكُتب المُؤلفة، والتي قيلت بـ لسان أمير منطقة لعاصمة دولة في النصف الأول من القرن المنصرم، عندما كثرت حوادث خطف وبيع حفيدات سبأ وحِميّر كـ جواري في عهد انتهى فيه الرِّق؛ وذلك نظرًا لتزوير أحكامًا من قبل السلالية "الشامي" والمصادقة عليها من قبل كهنوتية رئيس الاستئناف "الشهاري"، بأن من بعن من الإكليلات هن جواري، فكثرت شكاوى اليمنيين وترددهم إلى مكتب الأمير، فرد عليهم بمقولته "هل أنتم أحرار"!. وقد أراد الأمير الذي أصبح لاحقًا ملكًا بأن يشير ضمنيًا إلى أمرين، معنى أحدهما، لو كنتم أحرارًا لما تمّكن الغرباء والدخلاء والشظايا من بيع أخواتكم ونسائكم وبناتكم كـ جواري، ومن احتلال أرضكم!. وأيضًا، أشارت بعض المراجع الأخرى بأنه خلال زيارة الإمام البغيض أحمد حميد الدين لإحدى الدول، قام ملك تلك الدولة بإهدائه فتاة يمنية حرة كـ جارية، وكانت تلك الهدية بمثابة صفعة أخرى؛ ولكنها ليست على وجه الكهنوتية السلالية، بل على جبهة أحفاد سبأ وحِميّر، وصدى تلك الصفعة تكرار نفس التساؤل بـ "هل أنتم أحرار"!.


وفي وضعنا الراهن، يكفي الحر أن يُشاهد وضع حفيدات سبأ وحِميّر، ويقرأ عن التعسفات والانتهاكات والاعتقالات بحقهن في مناطق سيطرة السلالية، ويٌحدق في وجوههن، ليرى تجاعيد الحزن والتعب والأسى في سن مبكر، سواءً كان ذلك من المعاناة أو من فقدان آبائهن أو أبنائهن أو إخوانهن أو من يعولهن؛ وكل ذلك بسبب الكهنوتية السلالية وقفازاتها القذرة!. وليس ذلك وحسب، يكفي الحر أن يقف على المنافذ البرية لـ التأمل في حركة صادراتها ووارداتها، ومشاهدة الأكوام البشرية المٌهجرة المشردة الهاربة من أراضيها، لا لمشاهدة الحركة التجارية وتبادل الزيارات الثنائية، ويتكرر صدى ذلك الصوت عاليًا "هل أنتم أحرار"!.


ويُجيب دائمًا صوت العقل الحر، لا يمكن أن تتحرر أرض سبأ عبر قِوَى سياسية تابعة ومترهلة ومخترقة، وتنخر السلالية في أهم مفاصل دوائرها، وجٌل اهتمامها تقاسم الكعكة!. ولا يمكن أن تتحرر أرض حِميّر بواسطة مكاتب مقاومة، نواب مكاتبها من السلالية، واعلاميها من الكهنوتية، ومستشاريها من بقايا الدخلاء والشظايا والغرباء!. ولا يمكن أن تحرر أرض اليمن بواسطة مؤسسة عسكرية منعدمة الاستقلالية، تعتمد على رواتب أفرادها من دولة أخرى، ويتصارع أفرادها علنًا على إكرامية ملك دولة أخرى!. ولا يمكن أن تتحرر اليمن بواسطة قِوَى قبلية عكفوية مصابة بداء مذهب أئمة السلالية؛ لأن الداء يتم إزالته بالدواء لا بالداء نفسه!. ولا يمكن أن تتحرر اليمن عبر الترقب والاستبشار والتهليل لـ ضربات قِوَى خارجية، هي نفسها من أوصلت الكهنوتية السلالية إلى كرسي العاصمة السياسية، ومن أوقفت تحرير بعض المدن والسواحل!.


بالتأكيد، قد تسقط بعض المدن، وقد تٌستعاد العاصمة السياسية؛ ولكنها إذا لم تٌسترجع على أيدي الأحرار من أحفاد سبأ حِميّر (وليس من قبل القِوَى الغير متحررة الواردة أعلاه)، فإنها ستعود مجددًا إلى فكي الكهنوتية السلالية ومخالب قفازاتها القذرة، وستعود عجلة عقارب الساعة إلى الوراء!.


ختامًا، إجابة على ذلك السؤال الذي طٌرح قبل عدة عقود "هل أنتم أحرار؟!"، قطعًا بأن أحفاد سبأ وحِميّر أحرار، وبأن خارطة الطريق مسارها واحد فقط، يتمثل باقتلاع الكهنوتية السلالية وقفازاتها القذرة من الجذور، وتجاوز كل من يحاول فرض أنصاف الحلول!. لن تفاوض القومية اليمنية (أحفاد سبأ وحِميّر) بحقها في حكم أرضها وإدارة ثروتها، بل سوف تنتزعه أنتزاعًا.