آخر تحديث :الأحد-09 مارس 2025-04:42م

في سوريا مجازر طائقية بديلا عن المصالحة الوطنية

الأحد - 09 مارس 2025 - الساعة 01:57 ص

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


ماتشهده سوريا من مجازر دموية لايبشر انها ستذهب لحوار وطني ،بقدر ما تذهب لاحتراب وصراع داخلي ،قد يفضي متسقبلا لتقسيم طائفي .

هناك اخضاع للمجتمع وقهر له للقبول بمشروع الجولاني كممثل للانتداب التركي ،

سقطت ورقة التوت عن راس النظام الذي يخادع بالكلام المعسول فيما لايجد له الناس اثرا في الواقع بحسب مراقبين، ويمنيهم بالدولة وبالحوار لكن على طريقته ...!

زهاء ثلاثة اشهر منذ سيطرة هيئة تحرير الشام على دمشق ،والعملية السياسية في تراجع مستمر ،فهاهي تشهد مجازر وغزوات طائفية ،وصولا لحرب طوائف واسعة .

الجماعات الطائفية عندما تعتلى السلطة ليس من ورائها غير سفك الدم ،وخلق الصراعات من العدم ،لتغطية فشلها في ادارة الحكم وهذا ماتعيشه سوريا ،

هناك محاولة لالصاق مايحدث من مجازر دموية مروعة بالنظام القديم ،اظن انه تجاوز لمنطق الواقع ،لكن الثابت انها من انتاج السلطة الجديدة التي تخوض معاركا لتثبيت حكمها ولو عبر الغزوات الدموية .

سوريا لن تكون استثناء فهي تسير على خطى العراق وفي طريقها لتناحر طائفي مؤكد قبل التقسيم ،مع فارق ان سوريا ربما نسخة معدلة بعض الشيئ ،

العراق وسوريا حكمتا عقود من قبل حزب البعث العربي الاشتراكي وهو نظام قومي عابر للحدود وجامع للاديان وموحد الطوائف بطبيعته ،لايؤمن بالطائفية ،وجرى اسقاطهما ضمن مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي جاءت به وزيرة الخارجية الامريكية كوند ليزا رايز ،وطبقت اولى فصوله بغزو العراق عام 2003م ،

لاقامة نظام طائفي على انقاض البعث القومي وهو ماحدث ويحدث ،

بغداد استباحتها جماعة طائفية بالامس لتقدم على طبق من ذهب لايران ،ودمشق على الطريق تستبيحها اليوم جماعة طائفية -بلون مختلف- لتقدمها على طبق من ذهب لتركيا .

العاصمتان العربيان المحكومتان بنظامين قومين تستباحان من قبل جماعات الاسلام السياسي لصالح عاصمتين اقليميتين .

الجماعات الطائفية لاترقى الى مستوى ادارة دولة ،فهي عادة ماتكون محكومة بفكر ضيق الافق لايمكنها من تجاوز تبعاته ،

يعمد لاسقاط الدولة لصالح الجماعة اولا وقبل كل شيئ إعمالا لمفهوم التمكين ،بدءا بتجريف المؤسسات والسطو على الثروات الوطتية وتاميمها بعيدا عن مصالح الشعب .

من المفارقات العجيبة ان البديل الطائفي يكرس خطابا طائفيا ،يصدر نفسه من خلاله ازاء نظام الرئيس الاسد وقبله نظام الرئيس صدام حسين ،وتقديمهما كزعماء طوائف وشيوخ عشائر وليسوا رؤساء جمهوريات وقادة دول ،ونفس الشيئ مع الرئيس القذافي ايضا

وفي ذلك الخطاب الذي يعح به اعلام البترو دولار والمساند للنفوذ الاقليمي والدولي الغربي ،والذي يقدم خطابا موجها خادما وليس امينا محايدا ،يعلي من النبرة الطائفية ويبعث فتنها النائمة .