آخر تحديث :الأحد-09 مارس 2025-04:21م

أسئلة جوهرية دون إجابة!

الأحد - 09 مارس 2025 - الساعة 02:03 ص

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني
- ارشيف الكاتب


ظل التاريخ الإسلامي، حتى اليوم، بعيدًا عن المراجعة الحقيقية، عن النقد، دون أن يُمسّ إلا بمزيد عمليات الترقيع المتواصلة من قبل المؤسسة الدينية ومن لفّ لفّها.

وهذا التاريخ –لا الدين- ككل تاريخ بشري يستحق أن يُسأل بشأن مجرياته ويُفهم، لا أن يُقدَّم كحتميات مقدسة لا تقبل النقاش.


ثمة أسئلة، حتمًا، يجب أن تُطرح كما هي دون مواربة.

أسئلة ليست شأنًا عقديًا، ولا طعنًا في الإيمان، بل بحث في مسارات التاريخ كما صاغها أناس كانوا في لحظة ما رجالات الصف الأول.


- ما الذي جرى حقًا في تلك اللحظة التي أراد فيها النبي أن يكتب وصيته الأخيرة، كما جاء، أو شيئًا ما لا ندري ما هو، فحال عمر دون ذلك، "حسبنا كتاب الله"؟ (وعمر كان المؤسس الفعلي للدولة ما قبل الإمبراطورية الأموية التي أسسها معاوية.)

كيف يُفهم ذلك في ضوء اشتداد المرض وفي ضوء ما كان يُراد له أن يكون؟

ما السبب الحقيقي الذي بقي غائبًا وسط الروايات المتباينة، بعيدًا عن تأويلات السنة والشيعة؟

ولسنا بصدد مناقشة السيطرة القرشية على مقاليد الحكم الناشئ والتوسعي، لكننا بصدد البحث داخل التباين القرشي ذاته.


- وكيف كان موقف علي بن أبي طالب الحقيقي من انتقال السلطة إلى أبي بكر؟ وما الذي أخّر بيعته حتى وفاة فاطمة؟ وكيف نقرأ ذلك في ضوء ما حدث لاحقًا حين انتقلت السلطة إلى عمر، ثم إلى عثمان دونه؟ (هل كان يرى نفسه أحق بالخلافة من غيره مثلًا، شاملًا بذلك كل من تقدمه؟)

- وكيف يُنظر إلى اجتماع سقيفة بني ساعدة الذي رتّب وحصر الحكم داخل قريش فحسب؟


- ومن ثَمّ، من الذي سمّم النبي؟ ومن حاول اغتياله قبل ذلك؟ كيف يستقيم أن يكون في حالة عداء مع اليهود ثم يأكل عند امرأة يهودية، فتدسّ له السم؟ وماذا عن مؤامرة العقبة بعد غزوة تبوك؟ (من هم الـ14؟ ومن كان يرأسهم؟)


- ويُقال أن معاوية كان أول من ورّث الحكم، وهذا صحيح بالطبع، لكن هل كان عليٌّ سيختلف أم كان هو الآخر على طريق التوريث ذاته أيضًا، مع وجود الحسن والحسين؟


- وكيف يُقرأ الخلاف بين أبي بكر وفاطمة حول الميراث، وهو الخلاف الذي ترك أثرًا ظل ممتدًا في التاريخ؟


- ثم كيف قُتل عثمان؟

وهل هناك شخص حقيقي اسمه عبدالله بن سبأ، أم تم اختلاقه؟

- كيف يمكن فهم هذه الصراعات كلها، وهي ليست بين "تابعين" أو أجيال لاحقة، بل بين الصحابة أنفسهم، الذين كانوا أقرب الناس إلى النبي؟ كيف نضع في السياق الصحيح، كيف نفهم تلك المعارك الكبرى: الجمل، صفّين بين رجالات الصف الأول المباشرين تمامًا؟


- وأخيرًا، كيف نقرأ الصراع الأموي الهاشمي الذي لم يبدأ مع الإسلام بل سبقه واستمر بعده إلى اليوم؟


هل ثمة إجابات لكل هذه الأسئلة وربما لغيرها، أم تظل معلّقة حتى الآن؟ (كما قلنا، من البوابة التاريخية دون التدخّل في الدين.)