آخر تحديث :الأحد-16 مارس 2025-08:58م

ترامب والحوثيون: لعبة العصا والجزرة

الأحد - 16 مارس 2025 - الساعة 02:44 ص

مصطفى ناجي
بقلم: مصطفى ناجي
- ارشيف الكاتب


سيختار ترامب الحوثيين في اليمن ليكنوا عبرة في قدرته على البطش مقابل ان يمضي في مقاربته الصفقاتية في مناطق أخرى.


لا يمكن للصفقات (الجزرة) ان تمضي دون العصا وترامب بحاجة إلى استخدام عصاه في منطقة لن تقود أمريكا إلى مواجهة مكلفة. اختياره الحوثيين اختيار مدروس قياساً بالرد الممكن من طرف الحوثيين وبعد انتفاء توحيد الميادين والجبهات المزعوم من المحور.

ستترك ايران الحوثي لمواجهة مصيره على امل ان تنجو ايران بجلدها وسيكون نصيب اليمن في مناطق الحوثي من الدمار وافراً إذا قامر الحوثي وهو سيعاند.


سيخرِج الحوثي غضبه باستهداف مناطق ومصالح الشرعية لتخفيف الضغط عليه واستيعاب الغضب في مناطقه.

لن يجدي التباكي على صنعاء في شيء في هذه اللحظة. حتى خارطة الطريق لم تعد قابلة للتنفيذ بصيغها السابقة. والحقيقة ان افق الحل السياسي لم يكن مسدودا كما هو عليه اليوم.


إذا لم يرد الحوثي فهذا نذير هزيمة وتراجع عن الشعار واذا رد فان أبواب الجحيم مفتوحة.


يبقى الحل بيد الشرعية التي يمكنها ان تبادر بطرح حل مختلف والإمساك بزمام الأمور بعد إقناع التحالف بأن حالة الموات وتجميد الملف اليمني هذه ستقود إلى شر أكثر مما هو متوقع.

لكن الشرعية بصيغتها السياسية الحالية لن تذهب بعيدا. لا أشك في قدرتها على تنفيذ عمل عسكري إلا اني أتحفظ كثيرا على قدرتها على لملمة النتائج السياسية .


العطل الحاصل للحكومة من جانب والفرقة بينها وبين مجلس القيادة من جانب آخر عبء إضافي إلى حالة التشظي في مجلس القيادة . بمعنى آخر، الجهاز السياسي للشرعية في حالة عطل تام والجانب العسكري يعمل بحكم ان الحوثي ادام التهديد بالتالي جعل اليقضة العسكرية والأمنية مسألة وجودية ومفصولة عن الاداء السياسي.


يبدو المناخ مواتيا لمغامرة المجلس الانتقالي في الافتكاك اكثر من الشرعية وتقديم نفسه حليفًا موثوقا لأمريكا إذا اقدمت على معركة واسعة ضد الحوثي. لكن النماذج المشابهة في بلدان عديدة (ليبيا، السودان، سوريا ) اثبتت ان هذه القوة الانفصالية او ذات المشاريع ما دون الوطنية يجري استغلالها فوق طاقتها دون وعود سياسية ناجزة.


يمكن التقريب بين البعدين العسكري والسياسي بالعودة إلى وثيقة نقل السلطة وتحمل رئيس مجلس القيادة مسوؤلية وصلاحياته المنصوص عليها.


مصطفى ناجي

من صفحة الكاتب على موقع فيس بوك