ترامب : أصدرت تعليمات لشن ضربات حاسمة ضد الجماعة الإرهابية الحوثية ،وأقول للحوثي حان الآن وقتكم.
غارات على صنعاء وعديد المحافظات اليمنية بدأت مساء السبت وتستمر لأيام وربما لأسابيع ، وهي عمليات تنسف سابق قواعد الردع، وتقوم على مخطط واضح المعالم وبأهداف محددة تنتهي بتقويض قوة الحوثي ،وتمهد الأرض لبدء عملية برية واسعة النطاق متعددة الإتجاهات ،لا تتوقف إلا بالإجهاز على هذا الجسم العسكري الذي تغول كثيراً، وأنتقل بأحلامه المهووسه من بسط السيطرة على الداخل إلى تهديد المصالح الدولية، كقوة أجيرة توظف مخرجات خطابها التصعيدي، لتخفيف الحصار على إيران ، كذراع أهم بعد الإنهيارات المتتالية لأذرعها المتعددة.
الحوثي على شفير الهاوية حقيقة بلا جدال، والمنطقة تعيد كتابة تاريخها بين ماقبل ومابعد غارات السبت، في ظل إدارة أكثر عنفاً وإقداماً ،تتخطي كل آليات العمل الدبلوماسي وضربات رفع العتب ، التي أتبعتها إدارة بايدن ، وتفرض سياسة صفرية بلا حوافز أو ترضيات : أما كل شيء أو لاشيء ، أما أن يستسلم الحوثي أو يستمر القصف حتى آخر مخزن سلاح ،وآخر قيادي في الميدان أو في الكهوف المموهة.
حاملة الطائرات ترومان وقاذفات القنابل شديدة القدرة على إختراق التحصينات الجبلية على أبعاد عميقة ، وخطاب ترامب الحدي غير المساوم ، يضع الحوثي أمام إمتحان صعب بلا ترف إختيار ومفاضلة ، تسليم السلاح والخروج من المعادلة كلياً، أو إغراقه بحمم من الجحيم ،بحراً ومن السماء والخطوة التالية ستأتيه من الأرض حيث الميدان يتأهب لإلتحام الجيوش.
الإعلام السعودية يكرس كل ساعات بثه ،لتغطية فرائحيةزغير مسبوقة لعمليات القصف ، وبلغة سياسية خارج المهنية يحتفي بهذه العملية ، مايكسر التحفظ التقليدي للرياض ،ويفتح على مباركة معلنة وربما العمل المنسق لتطويق الحوثي من كل الجهات ، في ما الأخير يتحين فرصة اللعب بورقته الأخيرة قصف السعودية ،وضرب المصالح الأمريكية النفطية تحت الحزام.
واشنطن أبلغت روسيا بالعملية، ما يعني إننا أمام مرحلة تبادل الملفات : سلام منحاز لصالح موسكو في أوكرانيا ، مقابل إضعاف إيران وإجبارها على التنازل عن القنبلة النووية سلاح ردعها، وكذا منظومة صواريخها وبيع اذرعها في المنطقة.
هل سيهاجم الحوثي السعودية بأوامر من إيران ؟
جواب مفتوح على نتائج حوارات ومساومات وصفقات الغرف المغلقة، ولكن اليقين في الأمر ان الحوثي لم يعد كما كان قبل القصف ،مايدفعه نحو المزيد من المغامرة، المزيد من الإنتحار.