آخر تحديث :الأحد-16 مارس 2025-03:10م

على هامش جدل علي- معاوية

الأحد - 16 مارس 2025 - الساعة 02:45 ص

حسين الوادعي
بقلم: حسين الوادعي
- ارشيف الكاتب


لم يكن نظام “الخلافة” الذي أسسه عمر وأبو بكر في حادثة السقيفة مثالياً، كما تصوره الرواية التقليدية، بل كان مليئاً بالثغرات التي انفجرت بعد مقتل عمر.


ونظام الخلافة لم ينتهِ بتأسيس معاوية مملكته، لكنه انتهى قبل مقتل عثمان بعد أن انقلب عليه “أهل الشورى”، وخاصة علي وطلحة والزبير.


فهؤلاء الثلاثة كانوا ظاهرياً مستشاري عثمان وناصحيه، لكنهم في الباطن كانوا يحرضون الثوار ضده، وكانوا خلف جلب الثوار من البلدان المفتوحة إلى المدينة وحصار عثمان ومقتله.


كان العيب الأكبر في نظام الخلافة افتقاره إلى آلية محددة لنقل السلطة. وفي زمن عثمان، كان أهل الشورى قد شاخوا وعجزوا عن فهم المتغيرات الجديدة، فسقطت الخلافة نهائياً بمقتل عثمان، ثم دخلت الدولة في حالة فوضى وفتنة حتى تمكن معاوية من تأسيس نظام حكم جديد قائم على الترغيب والترهيب والوراثة، وهي آليات السياسة الملوكية في ذلك الزمن.


أما موقف علي من الصراع فكان غامضاً، وكان عثمان في شك وقلق من موقفه، فأرسل له رسالة عتاب يحذّره فيها من الطمع في السلطة، فردّ عليه علي بأنه لا يستطيع الرد على الرسالة لأنه مشغول بوجع في رأسه!