آخر تحديث :الأحد-16 مارس 2025-02:17م

جاهلية بعمامة إسلامية!

الأحد - 16 مارس 2025 - الساعة 02:50 ص

عبدالوهاب طواف
بقلم: عبدالوهاب طواف
- ارشيف الكاتب


بُعث النبي محمد لهدف إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

جاء الإسلام ليؤسس حياة كريمة لجميع الناس، فشُيدت أساسات الدولة الإسلامية؛ بمرتكزات العدل والمساواة، وظل النبي حتى مماته يؤكد بأن الناس سواسية، لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأبيض على أسود، إلا بالتقوى والعمل الصالح، أي الكفاءة والقدرة والجُهد وليس القرابة.

مات النبي، فتوافق المسلمين على أبي بكر ليخلفه على السلطة، بينما ذهب بعض بني هاشم، لمحاولة إستيراث سلطات النبي السياسية، ومكانته الدينية لهم، بمبرر أنهم ورثته والأحق بخلافته.

بعد فشل مسعاهم، تطور الأمر، فبدأت تُرفع رايات طائفية، لتقديس بني هاشم وتفضيلهم على بقية المسلمين، وظهرت مقولات مغلوطة، تروج بأن الحق الحصري والسماوي بالسلطة والثروة هو فقط لعلي بن أبي طالب، ومن بعده لذريته حتى قيام الساعة.

تلك الصرخات والشعارات والمحاولات لتحويل الدين الإسلامي إلى قافلة تجارية، تورث أباعيرها لبني هاشم، تسببت في إعادة بعض الناس إلى عبادة العباد بعد أن صاروا يعبدون رب العباد، وسعت لإسقاط دعائم الإسلام والدولة (العدالة والمساواة)، واستبدالها بمرتكزات عصبوية، عبر أقرباء النبي دون سائر الناس، والانقلاب على حديث الرسول: لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.

بالمختصر، مثلت تلك الدعوات العنصرية جاهلية ما بعد ظهور الإسلام، ولكنها جاهلية بعمامة إسلامية!

تسببت تلك الدعوات في اندلاع الحروب والصراعات، تركت خلفها جبالًا من آلام وحرائق لا زالت أدخنتها تغطي مساحات كبيرة من دولنا العربية حتى الساعة.

الأسوأ من إصرار الهاشمية السياسية على دك ركائز الإسلام بترويج أفضليتهم على المسلمين، تحالفهم مع الفرس ضد الدولة الإسلامية في دمشق في فترة حكم القائد الإسلامي الفذ؛ معاوية بن أبي سفيان ومن جاء بعده.

تمكن الفُرس لاحقًا من السيطرة على حركة وحراك الهاشمية السياسية وتحويلها إلى حركة سياسية طائفية بقيادتهم، بعد أن نجح المسلمون في خلافة عمر بن الخطاب من إطفاء نيرانهم، وإسقاط إمبراطوريتهم، وبذا استعادوا جزءًا كبيرًا من نفوذهم عبر الولاية، والطائفة الهاشمية العلوية.

اليوم وبحسب المعطيات والوقائع، فإن دول المنطقة العربية في وضع أمني أفضل من أي وقتًا مضى، بسبب اِنهيار أعمدة استراتيجية مهمة للميليشيات المذهبية في سوريا ولبنان، ولكن الخطر لا زال قائمًا، ضد الشعوب العربية وضد هواياتهم الوطنية، خصوصًا أن إيران حاليًا ترمي بثقلها الطائفي وبإمكاناتها المتوفرة والوفيرة لدعم الحو ثية في اليمن، لتعويض خسارتها الفادحة في الشام والضاحية الجنوبية.

دعم الحكومة اليمنية والقوات المسلحة، يصب في مصلحة الشعب اليمني، وفي تحقيق أمن واستقرار الإقليم، ومصالح المجتمع الدولي.

نسأل الله السلم والسلام.

خواتم مباركة.