تتواصل الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية على جبال فج عطان المطلة على العاصمة المحتلة صنعاء منذ يناير 2024، مستهدفة منشآت عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
و تأتي هذه الغارات في إطار تصعيد الجهود الدولية ضد التهديدات الحوثية للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
غارات ديسمبر وضربات دقيقة
في فجر 22 ديسمبر الماضي، استيقظ سكان العاصمة صنعاء على سلسلة انفجارات عنيفة هزت عدة أحياء، ناجمة عن ثلاث غارات نفذتها القوات الأمريكية والبريطانية. وأوضحت القيادة المركزية الأمريكية أن الضربات استهدفت منشأة لتخزين الصواريخ ومركز قيادة وسيطرة يديرهما الحوثيون. وأضاف البيان أن العملية تهدف إلى تعطيل عمليات الجماعة، خاصة الهجمات التي تستهدف السفن التجارية والعسكرية في المياه الدولية.
قاعدة استراتيجية وتاريخ عسكري
تعد منطقة فج عطان من أبرز القواعد العسكرية في اليمن، حيث كانت مقرًا لمجموعة ألوية الصواريخ في الجيش اليمني خلال عهد الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح. تضم القاعدة مخازن محصنة تحت الأرض تحتوي على صواريخ باليستية ومجنحة وصواريخ سكود، ما جعلها هدفًا للغارات الجوية منذ انطلاق "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية والإمارات في 2015.
استغلال الهدنة الأممية وتوسع الحوثيين
تظهر صور الأقمار الصناعية التي حللها فريق "ديفانس لاين" توسع الحوثيين في استحداث منشآت عسكرية جديدة داخل قاعدة فج عطان منذ إعلان الهدنة الأممية في أبريل 2022. وتشير الصور إلى إنشاء أنفاق ومخابئ تحت الأرض، بالإضافة إلى تطوير منشآت قديمة وتوسيع شبكة الطرق المؤدية إلى القاعدة.
أبرز المنشآت الجديدة
الموقع الأول: إنشاء نفق رئيسي تحت الأرض ومخبأ حديث في 2024، بحسب صور الأقمار الصناعية الملتقطة في أغسطس من العام نفسه.
الموقع الثاني: تطوير نفق ومخبأ جديد مع إنشاء مرافق لوجستية وطرق داخل القاعدة.
الموقع الثالث: استخدام مخبأ قديم مع وجود علامات على نشاط مستمر في محيطه.
الموقع الرابع: إنشاء مخبأ كبير مع مدخلين رئيسيين وطرق تسمح بدخول معدات ثقيلة.
الموقع الخامس: حفر تحت إحدى المرتفعات وإنشاء مخبأ تعرض لقصف في وقت سابق.
تهديدات متصاعدة
تفيد تقارير استخبارية بأن الحوثيين يستخدمون القاعدة لتخزين الوقود الصلب، وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، وتطوير منظومات دفاع جوي. كما تستغل الجماعة أبراج الاتصالات والبث الإذاعي في المرتفعات لتعزيز جهودها الإعلامية والتعبوية.
ردود الفعل
يرى يمنيون أن الغارات على فج عطان غير فعالة في تقويض قدرات الحوثيين بشكل كامل، واصفينها بـ"قصف المقصوف". ومع ذلك، تبرز الغارات الدولية كجزء من استراتيجية أوسع لمواجهة تهديدات الجماعة المتزايدة في المنطقة.
الخلاصة
في ظل استمرار توسع الحوثيين في استحداث منشآت عسكرية استراتيجية واستغلال الهدنة الأممية، تبدو الغارات الجوية الدولية كجزء من مواجهة تحديات أمنية متزايدة، وسط تساؤلات حول مدى تأثيرها على إنهاء تهديد الجماعة واستقرار اليمن.