كشف الدكتور عبدالقادر الخراز، رئيس حملة "وين الفلوس" لمكافحة فساد المنظمات الدولية، عن تورط برنامج الغذاء العالمي (WFP) التابع للأمم المتحدة في صفقات مشبوهة مع جهات تابعة لمليشيا الحوثي، مما أدى إلى تبديد مليارات الدولارات من أموال المساعدات.
وبحسب بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فقد تلقى البرنامج أكثر من 9 مليارات دولار بين عامي 2015 و2024، لكن جزءًا كبيرًا من هذه الأموال لم يصل إلى مستحقيه، بل انتهى في جيوب قيادات حوثية عبر شركات تحتكر عقود الإمدادات الغذائية والنقل والتخزين.
وأوضح الخراز أن شركة "علي الهادي"، المملوكة لقيادي حوثي مصنف على قوائم الإرهاب الأمريكية، حصلت على عقود مباشرة من البرنامج دون أي مناقصات، مستحوذةً على نحو 4.5 مليار دولار.
كما كشف أن المواد الغذائية التي توفرها الشركة غالبًا ما تكون فاسدة أو غير مطابقة للمواصفات، ما يفاقم معاناة اليمنيين الذين من المفترض أن تصلهم هذه المساعدات.
وأشار الخراز إلى أن الأموال التي تذهب إلى هذه الشركة لا تتوقف عند برنامج الغذاء العالمي، بل تشمل منظمات أخرى، مما يجعلها قناة مباشرة لدعم ميليشيا الحوثي ماليًا.
وأكد أن حملة "لن نصمت" و"وين الفلوس" ستواصل كشف هذه الجرائم المالية، رغم التجاهل المستمر من قبل الحكومة والمجلس الرئاسي، الذين ينشغلون بالصراعات الداخلية بدلاً من مواجهة هذا الفساد الذي يهدد حياة الملايين.
وختم تصريحه قائلاً: "معاناة اليمنيين أصبحت تجارة تدر المليارات، وسنواصل كشف المستور حتى يتحمل الجميع مسؤولياتهم".