قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في تقرير لها نقل عن مسؤولين إسرائيليين أن زعماء مليشيا الحوثي في اليمن، وعلى رأسهم عبد الملك الحوثي، أصبحوا أهدافًا محتملة لعمليات اغتيال إسرائيلية، في إطار جهود تل أبيب لتقويض "محور المقاومة" الإيراني في المنطقة.
وبحسب التقرير، فإن إسرائيل تسعى لتصعيد عملياتها ضد الحوثيين، بما في ذلك شن غارات جوية بعيدة المدى تستهدف قادتهم والبنية التحتية الرئيسية في اليمن. وصرح آموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بأن الحوثيين يشكلون تهديدًا مباشرًا لإسرائيل، قائلاً: "لقد أصبحوا الوكيل الأخير لإيران. يجب أن يُدرجوا على قائمة الأولويات".
يأتي هذا التطور بعد سلسلة من الهجمات الحوثية بالصواريخ الباليستية على أهداف في إسرائيل، والتي تجاوزت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وأدت إلى إصابات في تل أبيب. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "الحوثيون يدفعون ثمنًا باهظًا لعدوانهم ضدنا، وسيدفعون المزيد إذا استمروا".
ورغم التصريحات المتشددة، أشار محللون إسرائيليون إلى أن التعامل مع الحوثيين يواجه تحديات كبيرة، خاصة أن معاقلهم الجبلية في صعدة تجعل من الصعب استهدافهم. وقال إيلي كارمون، الباحث البارز في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، إن الردع الكامل للحوثيين سيكون مهمة معقدة نظرًا لموقعهم الجغرافي وقوة ترسانتهم الصاروخية.
ومن جهة أخرى، حذر خبراء من أن تصعيد الضربات الإسرائيلية قد يؤدي إلى تداعيات إنسانية خطيرة على الشعب اليمني، بما في ذلك تفاقم أزمة الغذاء وارتفاع أسعار الوقود. وأكد عبد الغني الإرياني، الباحث بمركز صنعاء للدراسات، أن هذه الهجمات قد تعزز من شعبية الحوثيين داخليًا، حيث يستخدمون القضية الفلسطينية لاستقطاب الدعم الشعبي.
و يُعتقد أن عبد الملك الحوثي يختبئ في معقله الجبلي في صعدة، مما يجعل استهدافه مهمة معقدة. ومع ذلك، يرى مسؤولون إسرائيليون أن اغتياله قد يؤدي إلى تفكك قيادة الحوثيين وإضعافهم بشكل كبير.
وفقًا للتقرير، قد تستفيد إسرائيل من دعم أمريكي موسع في حال عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة، حيث يُتوقع أن يمنحها حرية أكبر في تنفيذ عملياتها ضد الحوثيين.
تظل المشاركة الإسرائيلية المباشرة في النزاع اليمني خطوة تحمل مخاطر سياسية وعسكرية، لكنها تعكس تصميم تل أبيب على مواجهة التهديدات المتزايدة التي تشكلها جماعة الحوثي كجزء من المحور الإيراني في المنطقة.