حذر الصحفي محرم الحاج من مصير غامض يواجه إكمال العام الدراسي في المدارس الحكومية بمحافظة تعز، في ظل ما وصفه بـ"استغلال مشروع التعليم التعويضي لتحقيق مكاسب مالية للإدارات التعليمية والمعلمين الموالين لها، بدلاً من إنقاذ مستقبل الطلاب".
وأوضح الحاج في منشور له على موقع فيس بوك، أن المنظمة الدولية الممولة لمشروع التعليم التعويضي، بالتعاون مع مكتب التربية في المحافظة، دشنت المشروع قبل شهر رمضان، وهو ما دفع مدراء المدارس إلى فتح أبوابها تحت ذريعة "إنقاذ الأجيال من ضياع المستقبل"، في حين أن السبب الحقيقي، وفقًا له، هو المكاسب المالية التي ستحصل عليها الإدارات التعليمية، حيث تتلقى الإدارة 1500 دولار شهريًا، بالإضافة إلى 100 دولار لكل معلم مشارك في المشروع.
معلمون غير مؤهلين ومخرجات تعليمية كارثية
وأكد الحاج أن التعليم التعويضي يفتقر للكفاءة والجودة، حيث يتم توظيف معلمين غير مؤهلين وأقل مستوى بكثير من المدرسين الأساسيين، وهو ما يؤدي إلى تدمير العملية التعليمية وضياع قدرات الطلاب في القراءة والكتابة والحساب.
وأشار إلى أن هذه المنظمات جاءت لتزيد أرباح الإدارات، وليس لمصلحة الطلاب، مؤكدًا أن "النجاح الوهمي" الذي تقدمه هذه المشاريع يعزز الكسل والتراخي في التحصيل العلمي، حيث يتم تدريس باب كامل من المنهج في يوم واحد، دون مراعاة التدرج والترابط المطلوب في العملية التعليمية.
تحذير من كارثة تعليمية
حذر الحاج من أن استمرار هذه الحلول "الترقيعية" سيؤدي إلى إنتاج جيل غير مؤهل، خاصة مع اللجوء إلى امتحانات بسيطة وسريعة، وهو ما وصفه بأنه "كارثة تعليمية"، لأن المنهج الدراسي سلسلة مترابطة لا تحتمل التلاعب.
خصخصة التعليم وتهجير الطلاب
كما أشار الحاج إلى أن استمرار عمل المدارس الخاصة رغم الإضراب في المدارس الحكومية، يشجع على خصخصة التعليم ويجبر الطلاب على الهجرة من المدارس الحكومية إلى الخاصة، بعد أن كانت الهجرة عكسية في بداية العام الدراسي بسبب ارتفاع رسوم التعليم الخاص.
دعوة لإبعاد السياسة عن التعليم
وفي ختام منشوره، طالب الحاج بإبعاد العملية التعليمية عن الصراعات السياسية، محذرًا من أن تسييس التعليم سيكون "خصمًا على استقراره"، رغم أن المطالبة بحقوق المعلمين حق مشروع.
هذا الوضع يضع مستقبل آلاف الطلاب في تعز على المحك، في ظل غياب حلول جذرية لمعالجة أزمة التعليم في المحافظة.