كشف مسؤول سابق في إحدى المؤسسات الخيرية عن وقائع فساد يشيب لها الولدان، متهمًا مسئولي المؤسسة بالتواطؤ مع آخرين بالتلاعب والاستيلاء على أموال المؤسسة وتحويلها خارج حسابات المؤسسة الرسمية المعتمدة، والاستيلاء على أموال المتبرعين والمحسنين، بالإضافة إلى تبرعات من الجهات المعنية.
وأشار المسؤول السابق، الذي اشترط عدم ذكر اسمه في تصريح خاص، إلى أن المؤسسة التي كان يعمل فيها تنتمي سياسيًا ونشاطها مسيس، واشتهرت بأسمائها فقط، أما دورها فلا يتعدى الظهور الإعلامي في الجانب الدعائي والحملات الإعلانية التي غالبًا ما تقيم الأرض ولا تقعدها بعد تنفيذها لمشاريع لا تعدو أن تكون تافهة وغير ذات جدوى.
وأضاف قائلًا: "كتوزيع مشمع خبز، وبعض المنظفات، وإذا زاد كرمهم فببعض السلال الغذائية التي ربما تكون غير صالحة للاستخدام الآدمي، أو بالمساهمة بمبلغ رمزي، أو صرف كرسي لمعاق بدلًا من المبادرة بعلاجه، أو أشرطة وقوارير دواء غالبًا ما تكون منتهية الصلاحية أو من الأصناف الرديئة الصنع أو المزورة والمهربة والمجهولة بلد المنشأ، والتي للأسف تزيد أصحاب الأمراض المستعصية مرضًا على مرض. وما زاد فهو عبارة عن فعاليات عبثية كندوات وورش، ورحلات لا ولن يستفيد منها المواطن ولا تعز شيء".
وفي السياق نفسه، أكد عدد من الأهالي في تعز المدينة أن أغلب ناشطي العمل الخيري هم من فئة العاطلين عن العمل الذين ليس لهم دخل شهري، ورغم ذلك ينفقون على أنفسهم وذويهم بشراهة، ويشترون ما لذ وطاب، بل يزاحمون الأغنياء في نفقاتهم. وهناك من تغير حالهم قبل وبعد انخراطهم في العمل الخيري، فكانوا لا يملكون "عقدًا على نقد"، وأصبحوا اليوم في مرحلة البذخ دون أن يسألهم أحد من أين لهم هذا؟
وأشار الأهالي في لقاءات صحفية أجريت معهم عصر اليوم إلى أن ناشطي العمل الخيري الرمضاني يقومون بتسجيل بعض الحالات ودعمها بالوجبات الجاهزة والمبالغ النقدية والسلال الغذائية، بينما يتم إهمال مئات الحالات المشابهة في نفس الأحياء، مما يتركهم في حالة من الحسرة والألم.
مجمعين على أن "هذه الممارسات تخلق مشكلات اجتماعية وتزرع الكراهية والتفرقة في أوساط المجتمع". "واستهجن" بعضهم الوضع قائلين: "اتركونا نعيش فقراء سواسية، نتقاسم اللقمة ونواسي بعضنا بعضًا في حب ومودة وصفاء قلوب، أفضل من حالات التمييز والانتقاء التي تشحن القلوب بالبغض والكراهية".
وطالب الأهالي ناشطي العمل الخيري وجميع المؤسسات والجمعيات الخيرية بالتقوى في الله، فالوضع سيء وكان يجب أن يشمل التسجيل الجميع دون تمييز. وقالوا: "اتقوا الله وارحموا المواطنين المساكين، ولا تزيدوهم أحزانًا وتفرقة وكراهية وشحناء".
بدورنا نؤكد أن إعاقة التبليغ عن الفساد الذي يرافق العمل الخيري يعود إلى ضعف الوعي لدى الفئات المستهدفة، وعدم ثقتها بوجود قانون يحمي المبلغين عن الفساد، واعتقادهم أن الإبلاغ عن الفساد يأخذ شكل الوشاية.