شنّت القوات الأمريكية سلسلة من الغارات الجوية المكثفة مساء اليوم السبت، استهدفت مواقع تابعة لمليشيا الحوثي في العاصمة المحتلة صنعاء، مع تركيز خاص على منازل قيادات بارزة في المليشيا.
وجاءت هذه الضربات بعد تصريحات حادة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد أن العملية العسكرية تهدف إلى "تحييد التهديدات" التي تشكلها الميليشيات المدعومة من إيران.
ووفقًا لتقارير محلية، استهدفت الغارات مواقع عسكرية قرب مطار صنعاء الدولي ومنطقة الجراف، بالإضافة إلى منازل قيادات حوثية في مديرية شعوب شمال العاصمة.
وأفادت مصادر بأن الضربات أدت إلى تدمير عدة منازل ومباني سكنية، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص، وفقًا لحصيلة أولية أعلنتها وزارة الصحة التابعة للحكومة الحوثية.
من جهتها، نفت مليشيا الحوثي في البداية وقوع خسائر كبيرة، لكنها اعترفت لاحقًا بتعرض العاصمة لـ"عدوان جوي" دون تقديم تفاصيل دقيقة.
وأشارت تقارير إعلامية أمريكية، بما في ذلك "نيويورك تايمز"، إلى أن الضربات ركزت على تدمير أنظمة الرادارات والدفاعات الجوية والمسيرات التابعة للحوثيين، بالإضافة إلى استهداف منازل قياداتهم.
وكان الرئيس ترامب قد أعلن في خطاب متلفز أنه أصدر أوامر بتنفيذ عمليات عسكرية "حاسمة وقوية" ضد الحوثيين، محذرًا من أن أي استمرار في هجمات الميليشيات سيُواجه بـ"قوة مميتة ساحقة". وقال ترامب: "إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم. يجب أن تتوقف هجماتكم اعتبارًا من اليوم. وإن لم تفعلوا، فستعيشون جحيمًا لم تشهدوه من قبل!"
كما وجه ترامب رسالة تحذيرية إلى إيران، التي تتهمها الولايات المتحدة بدعم الميليشيات، قائلًا: "يجب وقف دعم الحوثيين فورًا. إن استمررتم في تهديد الشعب الأمريكي أو ممرات الشحن الدولية، فستتحملون العواقب الكاملة، ولن نكون لطفاء في ذلك."
هذه التطورات تأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة بعد إعلان الحوثيين استئناف هجماتهم على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر. ووصف ترامب ردود إدارة الرئيس جو بايدن السابقة على هجمات الحوثيين بأنها كانت "ضعيفة بشكل مثير للشفقة"، مؤكدًا أن إدارته لن تتهاون في حماية المصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة.
وتأتي الضربات الجوية الأمريكية بعد إعادة إدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب، حيث أكد مسؤولون أمريكيون أن هذه الهجمات ليست حدثًا عابرًا، بل بداية لحملة عسكرية متواصلة قد تستمر لأيام أو أسابيع.