آخر تحديث :الثلاثاء-18 مارس 2025-04:21م
اخبار وتقارير

مستحقو الإعانات في تعز يشكون استبعادهم من المشاريع الخيرية الرمضانية

مستحقو الإعانات في تعز يشكون استبعادهم من المشاريع الخيرية الرمضانية
الإثنين - 17 مارس 2025 - 01:56 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - محرم الحاج

شكا مواطنون من أهالي وساكني محافظة تعز، من مستحقي الإعانات، من استبعادهم من الحصول على السلال الغذائية، والإعانات النقدية، والوجبات الجاهزة، بدعوى عدم ورود أسمائهم في القوائم. وأشاروا إلى أن أغلبهم نازحون ومن فئة الأشد فقراً، وجميعهم بحاجة ماسة إلى الدعم.

وأوضح المواطنون في لقاءات صحفية أُجريت معهم عصر الأحد، أنهم توجهوا لتسلم مستحقاتهم من المشاريع الرمضانية كونهم من مستحقي المساعدات، إلا أنهم فوجئوا برفض تلك المؤسسات، بما فيها الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية، بدعوى عدم ورود أسمائهم في كشوف المستحقين.

وأعربوا عن استغرابهم من استبعادهم من قوائم المساعدات الرمضانية، رغم أنهم متضررون من الحرب، وجميعهم مستحقون للمساعدات الرمضانية.

دعوات لوقف استغلال الفقراء

وفي نفس السياق، دعا نشطاء إلى إطلاق هاشتاقات متعددة لوقف ظاهرة الجمعيات والمؤسسات التي تتعمد إهانة الفقراء والبسطاء من الناس، والمتاجرة بآلامهم وتصويرهم ونشر صورهم.

واعتبروا أن نشر صور الفقراء على شبكات التواصل الاجتماعي استهتاراً بمشاعرهم ومتاجرة باحتياجاتهم من أجل استعطاف الداعمين. وتعهدوا بفضح أسماء الجمعيات والمؤسسات التي تتعمد إهانة الفقراء وتصويرهم ونشر صورهم.

وطالب النشطاء بضرورة وقف هذه الممارسات التي تنهش عفة الفقراء من أبناء القطاع الذين ذاقوا الويلات في الأعوام الماضية بسبب الحروب المتكررة والحصار المستمر والانقسام السياسي، ولم يعترضوا على فكرة التوثيق في نطاق ضيق جداً.

كما دعا النشطاء إلى إطلاق حملة "احترموا مشاعرهم" لوقف ربط تقديم المساعدات بالتصوير، ومنع استغلال الأسر الفقيرة من قبل الجمعيات والأفراد.

شهادات مؤلمة

وقال الشاب أحمد: "أدعو لإغلاق الجمعيات التي تهين الفقراء، ولا يجوز للجمعيات أن تهينهم مقابل الحصول على مساعدة مهما كان حجمها، وهم بحاجة للمساعدات ولكنهم لن يهانوا حتى يحصلوا عليها".

بدوره، قال أبو أشرف: "ساعدوا الفقراء وليس شرطاً أن تذلوهم بالصور، وإن كان لابد من تصوير المتبرع والمتبرع له فيمكن التصوير على نطاق ضيق جداً، وأن تكون الصور خاصة بالمؤسسة لا لنشرها عبر مواقع التواصل أو الوسائل الإعلامية".

وأضافت انتصار: "تصوير الفقراء والمحتاجين أثناء تلقيهم المساعدة ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي تُشعرهم بالحرج الاجتماعي، وتُبرزهم كـ"سلع رخيصة" هدفها فقط تلميع المؤسسة وموظفيها".

من جانبه، دعا حسين إلى إطلاق هاشتاق #حاربوا_ظاهرة_العرض، مؤكداً أن العوز والفقر ليسوا للعرض، وداعياً جميع النشطاء إلى إطلاق هاشتاقات متعددة وبنفس السياق لوقف تلك المؤسسات والجمعيات عن هذه الظاهرة المقلقة.

تجارب شخصية

وقال المواطن أبو محمد إن إحدى الجمعيات الخيرية طلبت منه الحضور لاستلام سلة غذائية، فوافق فرحاً، لكنه تفاجأ بشرط غير محسوب عند استلام السلة.

وأضاف: "حينما توجهت للجمعية لاستلام الكابونة، تفاجأت بالمدير يقول لي: انتظر سنصورك أثناء الاستلام، وحينما سألتهم لماذا؟! فأنا لا أريد أن يراني أحد وأنا أتسلم الكابونة، أخبرني أن هذا الإجراء روتيني وعلى نطاق ضيق، وهو مجرد توثيق لعملية الاستلام وخاص بالمؤسسة، فوافقت وعدت لمنزلي مسروراً لأنني سأعود لأولادي بشيء ليأكلوه".

وتابع أبو محمد: "وفي اليوم التالي وأنا أسير في الشارع إذ بجاري يقول لي مبروك يا أبا محمد السلة، فتفاجأت كثيراً لأنني لم أقل لأحد أنني استلمت سلة، وعلمت فيما بعد أن الصور التي التقطوها لي، وقالوا بأنها ستكون على نطاق ضيق، قد نشروها في وسائل الإعلام، لعمل دعاية لجمعيتهم، وبأنها تقدم الدعم والمعونة للمحتاجين".

وأكد أبو محمد أنه لا يثق في أي جمعية تقوم بتصوير المحتاجين أثناء استلام المعونة، واعتبر ذلك إهانة للفقير أكثر من الفقر نفسه.

رفض التصوير

من جهتها، قالت أم آلاء إنها تلقت مساعدة من إحدى الجمعيات، وأثناء وجودها لاستلام الكابونة، تفاجأت بوجود ثلاثة مصورين، أحدهم تابع لأحد الوسائل الإعلامية، حضر بناءً على دعوة له من قبل الجمعية للتصوير، كما علمت من أحد المتواجدين هناك.

وأضافت أم آلاء: "عن لحظة التصوير: بصراحة كان الموقف محرجاً لكثير من السيدات المتعففات اللواتي رفضن استلام الكابونات على عدسة كاميرات الصحافة، وأنا وامرأة غيري وافقنا كوننا منقبتان، وهذا الأمر لا يشكل فرقاً كبيراً لدينا، أما الأخريات فرفضن بشكل قاطع، ومع محاولة القائمين على التوزيع بإقناعهن بأن يقوموا بتصوير جزء من يديهن وجانب من الوجه مع إخفاء الملامح، متحججين بذلك بأنه نوع من التوثيق، بالإضافة لرفضهن للمصور الصحفي أن يصورهن أثناء التسليم".

وتساءلت أم آلاء: "لماذا يتم امتهان حقوق الفقير، والعبث بكرامته من أجل مساعدة لا تسمن ولا تغني من جوع، مع استغلال الجمعيات لعوزه وفقره، وحاجته لمثل هذه المساعدة؟!؟".

جمعيات محترمة تواجه صعوبات

وبخلاف جملة الاتهامات الموجهة لغالبية الجمعيات والمؤسسات الخيرية، فإنه من الإنصاف أيضاً، ولو بمجرد الإقرار في هذه العجالة، بوجود عدد ولو قليل من الجمعيات والمؤسسات الفاعلة والمحترمة، ولكنها للأسف واجهت ولا تزال تواجه حتى الآن الكثير من الصعوبات والإملاءات التي كادت أن تعصف بها بين الفينة والأخرى.