آخر تحديث :الثلاثاء-18 مارس 2025-05:03ص
اخبار وتقارير

عمال الأجر اليومي وسائقو الدراجات النارية في تعز: همّ واحد يجمعهم في رمضان "توفير لقمة العيش"

عمال الأجر اليومي وسائقو الدراجات النارية في تعز: همّ واحد يجمعهم في رمضان "توفير لقمة العيش"
الثلاثاء - 18 مارس 2025 - 12:12 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - محرم الحاج

في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها مدينة تعز، يتجمع العشرات من عمال الأجر اليومي وسائقي الدراجات النارية كل مساء خلال شهر رمضان عند "باب موسى" (حراج العمال)، حيث ينتظرون بلهفة من يرسم الفرحة على وجوههم المتعبة بدعوتهم للعمل، ليتخلصوا من عناء الجوع والفقر. بين هؤلاء العمال، تجد من تجاوزت أعمارهم الخمسين، وآخرين من الشباب الذين لم يبلغوا الثلاثين بعد، يجمعهم همّ واحد: توفير لقمة العيش.

عبد الله أحمد، المواطن الخمسيني، يخرج كل يوم إلى رصيف باب موسى بجسد شاحب تعلوه تجاعيد الزمن وأثر الهموم التي زادت مع تردي الأوضاع المعيشية في البلاد.

يتحدث عن معاناته اليومية قائلًا: "لم أعد أستطيع العمل كما في السابق، وأحيانًا أترك العمل في منتصفه وأعود إلى البيت من شدة التعب، لكن ليس باليد حيلة".

يعيش عبد الله مع زوجته وأطفاله الخمسة، أكبرهم طالب في الصف السادس الابتدائي، ويعتمدون بشكل رئيسي على ما يجنيه من عمله اليومي في مجال البناء.

في رمضان هذا العام، زادت معاناة العمال بشكل كبير، خاصة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، وانعدام مادة الغاز المنزلي، واستمرار ارتفاع أسعار المشتقات النفطية.

هذه الظروف القاسية دفعت الكثير من العمال إلى ممارسة أكثر من مهنة في الوقت ذاته، محاولين الهروب من البطالة وإيجاد فرص عمل دائمة.

عارف نجيب، أحد العاملين في مجال البناء والسباكة، يعتقد أن الاعتماد على مهنة واحدة يجعله عرضة للبطالة.

يقول: "بعض الأحيان أتوقف أشهرًا كاملة عن العمل بسبب قلة الطلب على المهنة التي أشتغل بها، وهذا يشكل عبئًا كبيرًا عليّ، خاصة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية".

رياض، عامل آخر، يؤكد أن العمل كان متوفرًا بشكل كبير قبل الحرب، أما اليوم فقد أصبح نادرًا. محمد قائد، عامل آخر، يشكو من أن أجرة العمل في الأوضاع الاقتصادية الحالية لا تساوي شيئًا، خاصة مع توقف العمل شبه الكامل.

الحاج عبد المجيد الصبري، البالغ من العمر خمسين عامًا، يتحدث عن حاله في ظل الظروف الحالية قائلًا: "أصبحنا في حالة يرثى لها، نفتقد فيها لأبسط مقومات الحياة، وكأننا مجهولون. العمال يعانون من حالة نفسية نتيجة انعدام العمل". ويضيف: "الواحد يتمنى لو أنه ولد في بلاد غير هذه البلاد".

وفي سياق متصل، تعد الدراجات النارية مصدر دخل رئيسي للعديد من الأسر في تعز، بما في ذلك عائلات نازحة بسبب الحرب.

محمد السروري، رجل في العقد السادس من العمر، لجأ إلى العمل في دراجة نارية بعد توقف ورشة اللحام التي كان يعمل فيها منذ 30 عامًا. يقول: "مع بدء الحرب، توقف مصدر دخلي، ما جعلني أضطر إلى شراء دراجة نارية لإعالة أسرتي المكونة من ثمانية أفراد".

إبراهيم أمين، نازح يقيم في مديرية صالة، يعمل سائق دراجة نارية منذ خمس سنوات. يقول: "الدراجة النارية هي مصدر دخلي الرئيسي لأسرتي المكونة من خمسة أفراد. أحصل في اليوم على عشرة آلاف ريال في المتوسط، وفي بعض الأيام لا أحصل سوى على خمسة آلاف ريال".

محمد غالب، مواطن في حي زيد الموشكي، يعيل أسرته عن طريق دخل الدراجة النارية التي يعمل فيها منذ سنوات.

يقول: "أحصل في اليوم على دخل متوسط قرابة 12 ألف ريال، وفي بعض الأيام قد يتراجع الدخل إلى ما دون ستة آلاف ريال".

الدراجات النارية أصبحت أيضًا وسيلة مواصلات شخصية للبعض، مع استغلالها في توفير بعض الاحتياجات.

محمد، طالب في جامعة تعز، يقول: "اشتريت دراجة نارية للتنقل إلى الجامعة، إضافة إلى العمل فيها لتوفير مستلزمات الدراسة والمصاريف اليومية".

في ختام التقرير، يطرح سؤال كبير: لماذا لا تتبنى سلطة المدينة حلولًا وبدائل عادلة تحمي أرزاق الناس؟ الحلول موجودة، لكن يبدو أن مهمة المسؤولين تصعيب معيشة الناس فقط، وليس لهم دخل بالحلول ولا هذا شغلهم.