آخر تحديث :الخميس-20 مارس 2025-03:52ص
اخبار وتقارير

تحليل يكشف كيف أنقذ الحوثيون نتنياهو من أزماته وحولوا الوضع لصالح إسرائيل؟

تحليل يكشف كيف أنقذ الحوثيون نتنياهو من أزماته وحولوا الوضع لصالح إسرائيل؟
الأربعاء - 19 مارس 2025 - 05:09 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

نشر الصحفي والباحث السياسي حسام ردمان تحليلاً مفصلاً على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، تناول فيه التطورات الأخيرة في المنطقة، ودور الحوثيين في تعزيز أجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

و تحت عنوان "فتح الحصار أم تفجير الحرب: كيف ساهم الحوثي في إنجاح خطط نتنياهو؟"، سلط ردمان الضوء على التداعيات الإستراتيجية لتصعيد الحوثيين في البحر الأحمر، وكيف أثر ذلك على التوازنات الإقليمية والدولية.

السياق الإقليمي: متغيرات مارس 2025

قبل إعلان الحوثيين استئناف عملياتهم في البحر الأحمر، شهدت المنطقة في مارس 2025 سلسلة من التطورات السياسية الهامة:

1.المفاوضات الفلسطينية-الأمريكية: لأول مرة، دخلت حركة حماس في مفاوضات مباشرة مع واشنطن، حيث عمل المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط على ترتيب جولة تفاوض جديدة في الدوحة.

2.الموقف الأمريكي من غزة: نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته تهجير سكان غزة، بينما أظهرت واشنطن انفتاحًا على المبادرة العربية لإعادة الإعمار، مدعومة بتأييد صيني وأوروبي لمخرجات القمة العربية الطارئة في القاهرة.

3.الأزمات الداخلية في إسرائيل: يواجه نتنياهو ضغوطًا قضائية وسياسية داخلية، بالإضافة إلى خلافات مع حلفائه المتطرفين.

4.التفاوض الإيراني: تلقى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي رسالة رسمية من ترامب تدعوه للتفاوض، كما تسلم مسؤولون إيرانيون رسائل أخرى عبر وسيط إماراتي، وأعلنت الخارجية الإيرانية عن جولة تفاوض مع المجموعة الأوروبية.

التصعيد الحوثي: خيار الحرب بدلًا عن الدبلوماسية

أشار ردمان إلى أن المنطقة كانت تتجه نحو استعادة توازنها النسبي عبر تفعيل المسارات الدبلوماسية، إلا أن مناورة نتنياهو بفرض حصار على غزة عطلت هذا التوجه.

و واجهت الأطراف المعنية خيارين: إما الصبر الاستراتيجي وإرغام إسرائيل على البقاء في مسار المفاوضات، أو الانخراط في دورة تصعيد غير متكافئة تؤدي إلى الحرب.

اختار الحوثيون المسار الثاني، متجاوزين حتى حركة حماس، صاحبة القضية المركزية. ووفقًا لردمان، أدى هذا التصعيد إلى نتائج عكسية:


-الولايات المتحدة: عززت وجودها العسكري في المنطقة وحاربت في اليمن بضراوة غير مسبوقة.

-إسرائيل: استغلت الفرصة لتجديد حربها على غزة.

-العرب: خسروا الزخم الدولي والإسلامي الذي جرى حشده لدعم خطة إعادة الإعمار.

-إيران: تبرأت من التصعيد في اليمن وتخلت عن سردية "وحدة الساحات"، مع التركيز على تجنب أي ضربة عسكرية مباشرة.

الحوثي ونتنياهو: من المستفيد؟

خلص ردمان إلى أن الحوثيين، عبر تصعيدهم "الإيماني"، ساهموا في عسكرة المنطقة بشكل يخدم المصالح الأمريكية ويضعف الموقف الفلسطيني. كما أن تصرفاتهم شوشت على الجهود العربية وقوضت قدرة الردع الإيراني. المستفيد الأكبر من هذا التصعيد هو نتنياهو، الذي وجد في "جبهة الإسناد" الحوثية ذرائع سياسية للهروب من الضغوط المحلية والدولية، واستئناف وعده بتغيير توازنات الشرق الأوسط.

الواقعية السياسية: دروس من التاريخ

أكد ردمان أن الواقعية السياسية تقتضي من الطرف الأضعف في الصراع شراء الوقت وتقديم تنازلات معقولة لحرمان الخصم من فرص التصعيد. هذا المبدأ طبقه الحوثيون بانتهازية في ستوكهولم عندما كانوا على وشك الهزيمة، لكنهم يرفضون تطبيقه اليوم على غزة، رغم أنها على شفا الإبادة.

وحذر من أن الاعتقاد بأن العمليات العسكرية في البحر الأحمر ستكون مجدية لفك الحصار عن غزة أو ضمانة ضد تجدد الحرب هو وهم ثبت فشله عمليًا منذ نوفمبر 2023.

وأشار إلى أن ما أوقف الحرب في غزة سابقًا كان ضغط ترامب على إسرائيل، وما أفشل مشروع التهجير كان الضغط العربي على واشنطن وتل أبيب، بينما لم تضيف عمليات المحور الإيراني سوى توسيع رقعة الصراع دون مردود استراتيجي.

الخلاصة: منطق المليشيات والردع الاستراتيجي

اختتم ردمان تحليله بالتأكيد على أن تجربة عام ونصف من الموت والدمار لم تكن كافية لفهم أن منطق الجماعات المليشياوية الطائفية وعملياتها التكتيكية المارقة لا يمكن أن تخلق معادلة ردع استراتيجي ضد كيان توسعي متفوق تسليحيًا وتقنيًا، ومدعوم من أقوى دولة في العالم. ودعا إلى إعادة تقييم الاستراتيجيات الإقليمية لتفادي المزيد من التصعيد الذي يخدم مصالح القوى الخارجية على حساب الشعوب العربية.